تشهد غالبية دول العالم، خلال الفترة الحالية، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار غالبية السلع والمنتجات الأساسية والضرورية.
ولم تقتصر موجة ارتفاع أسعار السلع هذه على دولة أو منطقة بعينها، بل تشمل غالبية دول العالم.
وفيما يلي سنحاول من خلال السطور القادمة استعراض هذه الأزمة وتوضيح الأسباب الرئيسية لها.
ارتفاع أسعار السلع في غالبية دول العالم
كما سبق وأن ذكرنا تشهد غالبية دول العالم، خلال الفترة الحالية، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع والمنتجات.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، أعلنت وزارة العمل، عن تسجيل ارتفاع قياسي في أسعار السلع الغذائية ومواد الطاقة، خلال شهر سبتمبر الماضي، بنسبة وصلت إلى 5.4%، مقارنة بالعام الماضي، في زيادة هي الأعلى منذ يناير عام 1991.
أما في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في مصر، أقر الاتحاد العام للغرف التجارية، بوجود ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع.
وأشار إلى أن غالبية السلع والمنتجات شهدت خلال الشهر الماضي والأسبوع الأول من الشهر الحالي ارتفاعًا قياسيًا.
وتعليقًا على هذه الأزمة قال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري، المستشار نادر سعد، إن العالم يشهد حاليًا أعلى معدل في ارتفاع أسعار السلع الغذائية منذ عشر سنوات.
أسباب الارتفاع في أسعار السلع حول العالم
أرجع الخبراء أسباب هذه الأزمة، إلى الإغلاق العالمي بسبب جائحة كورونا، والذي أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات، وحدوث نقص كبير في المخزون الاستراتيجي العالمي، ومن ثم ارتفاع الأسعار.
كما تسببت حالة الإغلاق الكامل في العديد من دول العالم إلى التأثير على عمليات النقل والشحن، وزيادة أسعارها، وهو ما انعكس على أسعار السلع.
وتلعب أزمة الطاقة الحالية التي يشهدها العالم، والتي ظهرت ملامحها بشكل واضح خلال الأيام الماضية، دورًا كبيرًا في ارتفاع الأسعار.
وبدأت بعض المقاطعات بالصين، خلال الأيام الماضية، في ترشيد استهلاك الكهرباء، وسجلت أسعار الغاز في أوروبا مستويات قياسية.
كما تواجه محطات الطاقة في الهند أزمة كبيرة بسبب اقتراب نفاذ الفحم، بينما وصل متوسط سعر جالون البنزين العادي في أمريكا إلى 3.25 دولار، مقارنة بـ1.72 دولار في شهر إبريل الماضي.
ومن بين أسباب زيادة أسعار السلع أيضًا، التغيرات المناخية، والتي أثرت بشكل كبير على حجم الإنتاج الزراعي والحيواني.
فقد سجلت العديد من دول العالم، خلال فصل الصيف الماضي، ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة.
ووصل الأمر إلى اشتعال الحرائق في بعض الدول.
وكان لهذه التغيرات المناخية تأثيرًا كبيرًا على حجم الإنتاج الحيواني والزراعي، وزيادة حجم الفاقد.
كما شهد الاقتصاد العالمي أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في معدلات التضخم؛ بسبب الآثار السلبية لكورونا.
وبالتالي تسببت كل هذه العوامل مجتمعة في موجة الغلاء الحالية التي يشهدها العالم، والتي وصفها الكثيرون بالأعلى منذ عقد كامل.
متى ستنتهي هذه الأزمة؟
لم يتفق الخبراء على موعد محدد لانتهاء هذه الأزمة، إلا أن هناك توقعات بأن تشهد انفراجة حتى ولو كانت بسيطة، مع عودة أسعار الطاقة للانخفاض مرة أخرى.
المصدر: سكاي نيوز عربية