يبدو أن العالم أصبح على أعتاب أزمة كبيرة في مصادر الطاقة المختلفة، بدأت تظهر ملامحها بشكل واضح في عدد من الدول، خلال الأيام الماضية.
وتمثلت مظاهر أزمة الطاقة هذه في ارتفاع أسعار النفط، ونقص إمدادات الفحم، وانقطاع الكهرباء.
وشهد السوق العالمي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الطاقة، مصحوبًا بنقص مصادر الطاقة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
وتسببت هذه الأزمة في حالة كبيرة من القلق والرعب لدى دول العالم، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
أزمة الطاقة في العالم
يشهد العالم بداية أزمة كبيرة في الطاقة، ظهرت ملامحها بشكل واضح خلال الأيام الماضية.
وبدأت بعض المقاطعات بالصين في ترشيد استهلاك الكهرباء، وسجلت أسعار الغاز في أوروبا مستويات قياسية.
كما تواجه محطات الطاقة في الهند مشكلة كبيرة بسبب اقتراب نفاذ الفحم.
بينما وصل متوسط سعر جالون البنزين العادي في أمريكا إلى 3.25 دولار، مقارنة بـ1.72 دولار في شهر إبريل الماضي.
أسباب أزمة الطاقة الحالية
أرجع الكثيرون من الخبراء أسباب هذه الأزمة التي يشهدها العالم حاليًا إلى السياسات المناخية المتطرفة للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
كما يرى البعض أيضًا أن أزمة الطاقة هذه تعود إلى التعافي الاقتصادي من حالة الركود التي تسببت فيها جائحة كورونا، والتراجع في استخراج الفحم والغاز والنفط.
وبجانب هذين السببين هناك العديد من العوامل الأخرى أيضًا، والتي يتمثل أبرزها في استعدادات أوروبا للشتاء وهو ما أدى إلى استنزاف الاحتياطي من مصادر الطاقة، والأعاصير التي أدت إلى إغلاق مصافي المفط في بعض دول الخليج.
تداعيات الأزمة
كما هو متعارف عليه فإن أنظمة الطاقة ترتبط ببعضها البعض في جميع أنحاء العالم.
فبمجرد ظهور أي أزمة في أي دولة مؤثرة تبدأ آثارها في الانتقال إلى باقي الدول.
وبالحديث عن أزمة الطاقة الحالية، فإن تداعيتها أصبحت ملموسة في العديد من الدول.
وجاء ذلك بعد عرقلة عمليات الاستيراد والتصدير، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع.
تحركات عاجلة من بعض الدول
مع تفاقم حدة الأزمة خلال الأيام الماضية، عرضت روسيا زيادة إمدادتها من الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروبي؛ وذلك لمواجهة ارتفاع الطلب، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
كما عقد وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين الماضي؛ وذلك لبحث آليات التعامل مع هذه الأزمة.
أما الحكومة الصينية فقد وجهت بزيادة إنتاج مناجمها من الفحم؛ وذلك من أجل استيعاب الطلب المحلي المتسارع.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية