أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الاثنين، عن إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.
وجاء قرار الرئيس السيسي، بإلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، لأول مرة منذ سنوات طويلة.
السيسي يعلن إلغاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.
وقال السيسي، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، «يسعدني أن نتشارك معًا تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة».
وأضاف «من هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد».
كما أوضح أن «هذا القرار الذي كان الشعب المصري هو صانعه الحقيقي على مدار السنوات الماضية بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية والبناء».
وتابع: «وإنني إذ أعلن هذا القرار، أتذكر بكل إجلاء وتقدير شهداءنا الأبطال الذين لولاهم ما كنا نصل إلى الأمن والاستقرار».
واختتم حديثه، قائلًا: «معًا نضمي بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة، مستعينين بعون الله ودعمه، وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».
وفي البداية وقبل التطرق إلى الآثار المترتبة على إلغاء مد حالة الطوارئ، لابد من توضيح مفهوم حالة الطوارئ في مصر، والأسباب والحالات التي تدفع الدولة لفرضها.
ما هي حالة الطوارئ؟
تعطي حالة الطوارئ لرئيس الجمهورية الحق في اتخاذ التدابير المناسبة؛ للحفاظ على أمن واستقرار الدولة.
وتشمل هذه التدابير مراقبة الصحف والمطبوعات، و تحديد مواعيد فتح وغلق المحال العامة، وسحب التراخيص بالأسلحة والذخائر، وإخلاء بعض المناطق أو غلقها، وفرض حظر التجوال.
وينص قانون الطوارئ على أنه يتم إعلان حالة الطوارئ في حالة تعرض الأمن أو النظام العام للخطر سواء كان ذلك بسبب وقوع حرب أو تهديدات أو اضطرابات في الداخل أو كوارث عامة أو انتشار وباء.
كما يكون إعلان حالة الطوارئ أو إلغاؤها بقرار من رئيس الجمهورية.
تاريخ الطوارئ في مصر
تم سن قانون الطوارئ في مصر عام 1958، وتم فرض حالة الطوارئ أثناء حرب 1967، ثم تم وقف العمل بها عام 1980.
وأعيد فرض حالة الطوارئ مرة أخرى بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
واستمر تمديدها خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
وكان إلغاء حالة الطوارئ من بين المطالب الأساسية لثورة 25 يناير، وهو ما تحقق بالفعل، لكن تم إعادة فرضها مرة أخرى بعد واقعة اقتحام محتجين للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة في سبتمبر عام 2011، واستمر العمل بها حتى مايو 2012.
وفي أغسطس عام 2013 وبالتحديد عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، تم فرض حالة الطوارئ مجددًا لمدة شهر.
وجاء دستور 2014 لتنظم المادة 154 به حالة الطوارئ.
كما نصت هذه المادة على أن يتم إعلانها لمدة محددة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وألا يتم تجديدها إلا لمدة مماثلة، وذلك بعد موافقة ثلثي عدد النواب.
وبالتزامن مع العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد، قرر الرئيس السيسي إعادة فرض حالة الطوارئ في سيناء منذ نهاية عام 2014، ثم امتدت لتشمل جميع أنحاء الجمهورية في إبريل 2017، وبالتحديد بعد استهداف كنيستين في الإسكندرية وطنطا.
ما الآثار المترتبة على إلغاء حالة الطوارئ في مصر؟
من المتوقع أن يترتب على قرار إلغاء مد حالة الطوارئ العديد من الآثار القانونية، والتي يتمثل أبرزها في التالي:
- وقف جميع الإجراءات الاستثنائية التي كان يفرضها قانون الطوارئ.
- إلغاء محاكم أمن الدولة طوارئ.
- رفع أي قيود كانت تفرض على الأشخاص.
- إلغاء فرض حظر التجوال بالمحافظات لأي سبب.
- رفع أي قيود على حرية الصحافة والإعلام والتجمعات والمظاهرات.
إشادات واسعة بقرار السيسي
فور إعلان الرئيس السيسي، عن قراره وتوالت الإشادات والتعليقات الإيجابية.
فمن جانبه، هنأ العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ غريب، المتحدث العسكري، الشعب المصري بهذا القرار.
كما وصف غريب، في مداخلة هاتفية لبرنامج «على مسؤوليتي»، الذي يعرض على فضائية «صدى البلد»، إلغاء حالة الطوارئ بالقرار الجلل والإنجاز العظيم الذي يليق بأرواح الشهداء.
وأشاد اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بالقرار، واصفًا إياه بالتاريخي والحكيم.
كما أضاف العوضي، في مداخلة هاتفية لبرنامج «على مسؤوليتي»، الذي يعرض على فضائية «صدى البلد»، أن هذا القرار يؤكد ثقة رئيس الجمهورية في مؤسسات الدولة من جيش وشرطة.
ومن جانبه، وصف السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قرار إلغاء حالة الطوارئ بالتاريخي والعظيم.
وقال راضي، في مداخلة هاتفية لبرنامج «حديث القاهرة»، الذي يعرض على فضائية «القاهرة والناس»، إن هذا القرار يمثل المفهوم الشامل للاستقرار الذي تشهده مصر خلال الفترة الحالية، على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
المصدر: المصري اليوم