شهدت الأيام القليلة الماضية، توترًا في العلاقات بين تركيا والغرب؛ وذلك بسبب رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا.
وتردد اسم عثمان كافالا، كثيرًا خلال الفترة الماضية، حتى أنه أصبح سببًا في توتر علاقات تركيا مع عشر دول.
وفيما يلي نستعرض من خلال السطور القادمة أبرز المعلومات عن عثمان كافالا.
من هو عثمان كافالا؟
عثمان كافالا هو رجل أعمال تركي، تعود أصوله إلى مدينة كافالا اليونانية، والتي كانت تقع ضمن الإمبراطورية العثمانية لقرون.
وفي عشرينيات القرن الماضي، هاجرت أسرته إلى تركيا، في إطار ما عُرف وقتها بالتبادل السكاني بين المواطنين اليونانيين بغرب تركيا والمسلمين الذين كانوا يعيشون في اليونان، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.
والتحق بجامعة الشرق الأوسط التقنية بالعاصمة التركية أنقرة، حيث درس الاقتصاد، ثم سافر إلى الخارج وبالتحديد إلى بريطانيا والولايات المتحدة لاستكمال دراسته، لكنه عاد مرة أخرى إلى تركيا عام 1982؛ ليتولي إدارة أعمال أسرته بعد أن تُوفي والده.
وعاش كافالا منذ ذلك الوقت في تركيا، وأصبح من أبرز رجال الأعمال.
كما عمل أيضًا مع منظمات المجتمع المدني، وأسس دار للنشر سرعان ما تحولت إلى مصدر لنشر الأفكار الديمقراطية.
وألقت قوات الأمن التركية القبض عليه في شهر أكتوبر من عام 2017، حيث كان وقتها على متن طائرة متجهة إلى مدينة غازي عنتاب؛ وذلك لإطلاق مشروع من أجل اللاجئين السوريين.
ووجهت له الحكومة التركية وقتها العديد من التهم، كان من بينها محاولة الإطاحة بالنظام، وتمويل المظاهرات التركية عام 2013.
وفي عام 2016، اتهمه القضاء التركي بالتخطيط للمشاركة في محاولة الانقلاب العسكري الشهيرة بتركيا.
وعلى الرغم من اعتقاله منذ أكثر منذ عدة سنوات، إلا أنه لم يتم إدانته حتى الآن.
ما علاقة عثمان كافالا بتوتر علاقة تركيا بالغرب؟
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، والدنمارك، وهولندا، والنرويج، والسويد، وفنلندا، ونيوزيلندا، أشخاصًا غير مرغوب فيهم بتركيا.
وقال أروغان، في تصريحات صحفية أدلى بها، الأسبوع الماضي، إنه أعطى لوزير خارجيته الأمر للتعامل الفوري مع هؤلاء السفراء كأشخاص غير مرغوب فيهم.
وجاء هذا القرار من قبل الرئيس التركي، بعد قيام الدول العشر بإصدار بيان مشترك، طالبت فيه السلطات التركية بالإفراج الفوري عن رجل الأعمال، عثمان كافالا.
وقال هذا البيان المشترك، إن استمرار حبس كافالا يؤكد على عدم احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا.
وطالب البيان السلطات التركية بتسوية عادلة وسريعة لقضية رجل الأعمال التركي.
رجب طيب أردوغان: القضاء التركي مستقل
وردًا على هذا البيان، أعرب الرئيس التركي عن رفضه التام لأي محاولة للتدخل في أعمال القضاء التركي.
وقال أردوغان، في تصريحات صحفية، أثناء عودته من جولة إفريقيا قام بها الأسبوع الماضي، إن القضاء التركي مستقل، ولا أحد يتدخل في أعماله، وذلك على حد قوله.
وتوجه بحديثه إلى الدول العشر، متسائلًا: «هل من واجبكم تلقين تركيا درسًا»، وذلك على حد تعبيره.
كما وجه وزارة الخارجية باستدعاء سفراء الدول العشر؛ لإبلاغم برفض تركيا التدخل في شؤونها الداخلية، والمطالبة بالإفراج عن أي سجين.
المصدر: BBC عربي