يعتبر عروسة المولد والحصان من ضمن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كل عام فـ من أين أتى هذا المظهر من الاحتفال وهل هو خاص بالمصريين فقط؟
ينتظر الوطن العربي كل عام في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول للاحتفال بـ المولد النبوي الشريف
وتظهر مظاهر البهجة حتى قبل يوم الثاني عشر بعدة أيام وتقام الاحتفالات في كل مكان ومن هذه المظاهر للاحتفال شراء حلوى المولد
وكذلك ألعاب المولد ومن بينهم بالطبع العروسة والحصان.
أصول ظهور العروسة والحصان
نقلًا عن خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء
بوزارة السياحة والآثار، أن هذه الظاهرة بدأت منذ العصر الفاطمي.
كما أنه لظهور العروسة والحصان عدة روايات
فمنها مثلا أنها تجسيد للقصة الشهيرة إيزيس وأوزوريس وتظهر فكرة الحصان من تمثال “حورس”
وفي شكل العروسة وكرانيشها المميزة من جناح إيزيس الملون.
وتابع أنه في الفترة المسيحية صنع مسيحيو مصر العروسة والتي كانت تشير إلى النفس البشرية، وكذلك قاموا بصنع الحصان
وهو البطل الذي يقود جواده ويطعن الشر بسيفه.
دور مسيحيي مصر في مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي
في عام 1811م شهد تقدم كبير لـ مسيحيي مصر في صناعة السكر في مصانعهم
ثم أتى بعد ذلك المسلمون في العصر الفاطمي وأحيوا هذه المصانع التي أغلقت بالفعل وصادف ذلك احتفالهم بالمولد النبوي الشريف
ثم بعد ذلك بدأ العمال المسيحيون بـ استئناف نشاطهم وصنع العروس والحصان كي يفرح بها الأطفال سواء المسلمون أو المسيحيون بعيدًا عن ديانتهم.
مظاهر الاحتفال قديمًا
كانت الاحتفالات قديمًا احتفالات قومية يحتفل بها الشعب المصري بأكمله بجميع طوائفه مسلمين ومسيحيين.
وقد علق على هذا في تعجب شديد الباحث الفرنسي “إدوارد ليم لين” من تجمع كل الطوائف من مسلم ومسيحي، وبجميع فئاته أمير وفقير
لمشاهدة حلقات المنشدين حتى آذان الفجر للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
كما أنه كان يقيم السلطان خيمة كبيرة في القلعة كانت تسمى بـ “خيمة المولد” ويذكر أن هذه الخيمة كانت تعد من عجائب الدنيا كما ذكر “ابن إياس”.
المصدر: الشروق